مآسى  الحرب فى "أكسبوجر 2024".. المصور النرويجى شاهد مقتل أهله

صورة من المعرض
صورة من المعرض

رسالة الشارقة : رضوى الصالحى

 

فى وقت الحرب، لا مجال للفرار، البيوت تتساقط والبشر تتطاير  والصراخ يتعالى فى كل الأركان وتنزف الأرض شلال من الدماء والأشلاء تتبعثر هنا وهناك،بين رحا الحرب الضروس، هذا هو حال الحرب فى كل مكان، قد ينجو منها من مات وارتقت روحه للسماء، مخلفا ورائه جثه على الأرض لعلها تكون رحيمة به وتحتضنه بين طبقاتها، بينما من لم يحالفه الحظ لا يزال يلتقط أنفاسه يلهث من مكان لآخر بحثا عن الأمان وان نجا فيقع بين كفى الجوع والعطش الذل والأسر  أوالاغتصاب أو التعذيب، هذا هو المشهد الذى يمكن رصده من خلال بعض الصور التى عرضت  بمعرض "أكسبوجر 2024"  المهرجان الدولى للتصوير بإمارة الشارقة، فاجتمع عددا من أشهر نجوم التصوير فى مجال الحرب  النرويجى أفشين إسماعيلى والأمريكية يكول تانغ  صاحبة الأصول الصينية

      

بيع الأطفال وتجارة الأعضاء لإطعام العائلات بسبب الحرب

فى البداية أوضح اسماعيلى بأنه نتاج البيئة التى عاشها وسط الحروب والدماء ،لأنه شاهد أهله وأقاربه يموتون حوله وأمام عينيه بسبب الحرب وهو مكتوف  الايادى لا يستطيع مساعدتهم كان ذلك أفغانستان، ومن هنا كانت البداية ليصبح  مصورا صحفيا متخصص بمجال الحروب لنشر القصص البشعة عن الحرب لعلها تلاقى صدى ايجابى لدى الشعوب وينادون بوقفها احتراما للإنسانية.

وعن اصعب اللحظات التى كان يعيشها فقال  عندما شاهدت عائلة تبيع ابنها مقابل 250 دولاراً لإطعام أفراد العائلة، بالإضافة لانتشار  تجارة الأعضاء ففى إحدى  القرى الأفغانية باع 90% من إجمالي سكان القرية إحدى كليتيهم، وهناك أشخاص  ضحوا بحياتهم وباعوا قلوبهم مقابل 2000 دولار لإنقاذ عائلاتهم، و لا أحد يعرف عنهم شىء ولهذا يجب أن يسمع العالم قصصهم  ويراها".

وأضاف بأنه بالرغم من الجهود المبذولة من قبل مصورى الحروب  فى إيصال ونشر بشاعة صورة الحرب الحقيقة والمروعة ولا يوجد أى تأثير فالوم يأتى على عاتق المجتمع الدولى، ففى غزة فقد أكثر  من  30 ألف مدني بريء وأكثر من 120صحفى، واضاف كصحفى يشعر بخيبة الأمل عندما يبذل مجهود فى توثيق بشاعة الصورة ولكنه لا يجد صدى قوة من الدول والحكومات فى ضرورة وقف الحرب حتى باسم الإنسانية ، إلا أنه سيواصل عمله فى نقل الحقيقة لآخر لحظة فى عمره

اما عن معرضه والذى يحمل عنوان"الظلال والصمود" والذى شارك به فى اكسبوجر 2024فقال إنه يرصد ملامح الوجه التى عاشها الأفغان عند سقوط كابل على يد طالبان القتل والجوع  الدمار الذى حلق فى كل البلاد، وأشار اسماعيلي بأنه قام  بتصوير لحظات سقوط كابول واستيلاء طالبان على السلطة، وحازت أعماله على العديد من الجوائز، منها جائزة "أوسيتسكي" العالمية  لحرية التعبير لعام 2019، و جائزة أفضل صورة لعام 2021 من المركز الدولي للصحافة والإعلام، ليصبح أحد أهم مصوري الحرب فى تلك الفترة  إلا أن جائزته الحقيقة هى وقف شلال الدماء وقتل الأبرياء  وحماية الأطفال بالفعل وليس بالقول

نيكول بين قوة الحرب ولطافة السلام

أما نيكول تانغ  وهى نجمة التصوير فى الحروب على مستوى العالم والتى شاركت فى المهرجان بمعرضها  بعنوان "قوة الحرب ولطافة السلام"، فأشارت انها اختارت أصعب فنون التصوير وهو مجال الحروب لعشقها التحدى وكشف الحقيقة مهما كانت الصعوبات وذلك لإيمانها بأن المصور هو رسول الحقيقة وخير شاهد عليها وأن الصور أصدق من الكلمات،وعن سبب اختيارها لهذا عنوان  فقالت  أن الحرب لها مفهوم واحد وهو القوة والقسوة بجميع أشكالها من دمار وقتل وخراب أو تجهير وأوجاع وفقدان للأحباب،كما نشاهد فى غزة.

بينما لفظ لطاقة للسلام فهى تحمل فى طياتها الكثير من النعومة والحياة وأهدافها فهناك من يرى السلام الذى يتمناه فى الأمن والاستقرار وآخر يراه فى التنمية والبناء والتعمير وثالث يراه فى العزلة عن الآخرين أى أن المفهوم يختلف على حسب احتياجات ورغبات الإنسان، وكشفت نيكول أنها عاشت فى مناطق مختلفة بها حروب شهدت مآسى البشر بين آلات الحرب فانتقلت مابين ليبيا وسوريا  وأوكرانيا والعراق  إلا أن أكثر ما يدميها ويحزنها أوضاع البشر فى سوريا فهى كارثية بمعنى الكلمة وصعبة ومعقدة للغاية.

أما عن أصعب المواقف التى مرت بها خلال عملها كان مقتل أحد أصدقائها على يد  الجماعة الإرهابية داعش  وبثهم لفيديو عملية الاعدام على مواقع التواصل الاجتماعي شعرت وقتها بالخوف، الا أننى تمكنت من استجماع قوتى للعودة لأداء رسالتى مرة أخرى بقوة  ولن أنسى عنها فى إيصال صوت ضحايا الحروب للعالم لأجل وقفها وختاما  وجهت رسالة  للزملاء الصحفيين والمراسلين بغزة قائلة"نحن معكم  وندعمكم ، نعرف بأنكم تحاربون بالكاميرا تنقلون الحقيقة وتوثقونها ، وتصارعون ضد آلات الدمار والقتل ،ومع ذلك سوف تنتصر الحقيقة والحق  فى كل مكان وزمان مهما كانت الظروف والأوضاع"